هذا المقال مترجم من موقع HBR.org
لتطوير علاقات قوية وناضجة في محيط العمل و المنزل نحتاج إلى مرشّحين. الأول هو حماية انفسنا من الآخرين و الثاني حماية الآخرين من أنفسنا.
المرشح الأول: إحم نفسك من الآخرين. عملت إحدى المرات مع مديرة حادة الطباع سليطة اللسان، لا تفتأ من إلقاء الجمل الحادة كقولها “لست بالرجل بالشخص الكفؤ” و ” ليس لديك مهارات الكتابة” و مرة أخرى “حسناً… تصرفك بدا غبياً”، وكنت أنصت لها و أفترض صحة ما تقوله عني، وكانت ردة فعلي الخارجية دفاعية، أما من الداخل فكنت مستسلم لما اتهمتني به، فأعود للمنزل وقد عُصف بمشاعري. في كل ليلة كنت أحكي لزوجتي مواجهاتي مع المديرة لتساعدني في معرفة ماهو صحيح و ماهو خطأ في هذه المواقف. في أحد الأيام قالت لي زوجتي “يجب عليك النظرفي أصل المشكلة”، لم يكن خطأي أني لا أستمع،، بل لأني أستمع كثيراً. كان يجب علي فلترة وترشيح النقد الموجه لي.
الفلتر الثاني: إحم الناس من نفسك. عملت مرة مع زميل أعطاني الشعور بأن أكون منفتح وصريح في الحديث معه بشكل كبير. في أحد الأيام قال لي ” أنا أقدر ماتقول، لكن أحس أحيانا بكلماتك و كأنها لكمات في وجهي”. يبدو جلياً أني لم أراعيه ولم أحميه من نفسي. إحتجت لأن أقوم بزيادة ترشيح ما أقوله ولمن أقوله.
تعلم كيف تطبق هذان المرشّحان بالحد المتوازن. فالمبالغة أو التفريط ستخلق مشاكل في علاقاتنا كما هو موضح في الرسم أدناه.
إليكم شرح هذه الفلاتر وماذا قد تفعل:
إذا كان كلا المرشحان منخفضين، فأنت متقلب. وهذا أسوأ ما يمكن أن تكون، فأنت لا تحمي نفسك من الآخرين و لا تحمي الآخرين من نفسك. ستكون كالنمر الجريح، حساس جداً لما يقوله الناس، وستهاجمهم بعنف وتشعر أنك ضحية تتصرف بعنف.
عندما تجد نفسك واقع تحت هذا الشعور اسأل نفسك “هل أرى الموقف بوضوح؟.. هل أشعرأني أبالغ بردة فعلي؟.. هل يبدو أن الشخص المقابل يبالغ بردة فعله؟” لا تفترض بأن كل مايقوله الناس صحيح 100%. انظر إلى ما توافقه تماماً و تجاهل الباقي. لا تبدأ بالحديث حتى يتضح شعورك وردة فعلك. اكتب ما تشعر برغبة في قوله على ورقة لكي تتجنب على سبيل المثال ارساله بالبريد الالكتروني في ثورة الغضب والانفعال، ومن ثم راجع ماكتبته لاحقاً بعد أن تهدأ.
أما إذا كان لديك أحد المرشحات مرتفع والآخر منخفض فستخلص إلى إحدى الحالتين، فإما أن تكون متعجرفاً أو حساساً. إن كنت متعجرفاً فأنت في موقف صعب، فستشعر بثقة عالية ولكن عن غير قصد تثير الاستياء. فأنت تقول ما تؤمن به بشكل فض دون مراعاة الآخرين، ولن تتوافق كثيراً مع الآخرين لأنك لا تستمع إليهم و تطالبهم بالاستماع إليك. عندما تحس أنك في مثل هذا الموقع قل للطرف المقابل أشياء مثل ” ربما أني قد بالغت في فهم الموقف، هل لديك رؤية أخرى ؟” أو “كما تعلم أني أخطأت من قبل. ما هو رأيك أنت في الموضوع؟” اكبح مشاعرك تجاه الغير قليلاً.
أما إذا كنت حساساً فأنت بذلك تحمي الآخرين من نفسك ولكن لا تحمي نفسك من الآخري. تأخذ الانتقادات بشكل شخصي و تعاني من أجل إيقافها. تذكر أن تستحق المعاملة بشكل حسن. فعندما تجد نفسك في مثل هذا الموقف تذكر كلمات الدكتورة مايا انجلو “هناك جزء بداخلك يجب أن يبقى آمناً نقياً ناصعاً فليس لأحد الحق في أن يعاملك بسوء مهما كان أب أو أم او زوج. يجب أن تقول لهم ألا تعلمون أن الله خلقني فرداً وسيحاسبني فردا ؟”
أما عندما يكون كلا المرشحان لديك مرتفعة فستكون منغلق، تنسحب وتحاسب نفسك عما تقول وتفعل بشكل مبالغ فيه. فلن تسيء لأحد ولن تقبل الاساءة و ستكون منعزلاً وحيداً. جرب أن تكسر هذه الجدران من حولك، قل “أود أن أقول لك شيئاً لكن أريدك أن تكون هيناً معي بردة فعلك”.
عندما تجدالتوازن بين هذان المرشحان ستصل منطقة السعادة و تصبح شخصاً منيعاً لا يُقهر، نستطيع أن نعرف و نُعرف، و أن نسمع دون الخوف من الآذى و أن نتحدث دون الخوف من إهانة أحد. نستطيع أن نوجه علاقاتنا الإنسانية مهما تعقدت لأننا نستطيع التكيف في المواقف دون أن نفقد ذواتنا.
في الواقع نحن نستطيع العيش في أي مكان مع أي شخص، ولكن التحدي هو فهم موقعنا من هذه العلاقات و القدرة على توجيهها إلى منطقة السعادة حيث تزدهر العلاقات.
تمت
ترجمه إلى العربية : حمد الماجد